الأكثر زيارة

الجمعة، 6 يوليو 2012

أغنيات من كتاب الفزع


 الآمُ المَسيحِ الجديد

أخذوه في غرفةٍ خاصة
وطلبوا منه ألا يتحدث
وألا يضحك
وألا يقابل الأصدقاء.
تحدثوا معه سبعة أيامٍ
بأحزانهن ولياليهن
ولكن بلا فائدة .


***
كانت النوافذ سوداء
والأحذية سوداء
والستائر سوداء
وفرشاة الأسنان ، ومُوَس الحلاقة
والأصابع سوداء
حتى عينيه
هموا يهما .

***
لسبعة أيامٍ لم يتصل بأحد
لأنه لا يرى الهاتف
ولم يحلق ذقنه
لأنه لم يرَ وجهه
ولم يتبول
لأنه لم يرَ أعضائه التناسلية
لم ينم
لاعتقاده بأنه نائم
ولم يصحُ
لأنه يظن بأنه يرفل في الصحو .

***
صلبوه في سقف الغرفة
سحبوه من رأسه ، وقدميه ، وذراعيه
بتروا مبادئه وأظفاره
عزفوا على رأسه بالمطرقة ،
 وكتبوا على صدره بالمسامير
واحتفلوا على شعره بالجمرْ
وبعد ذلك
طلبوا منه أن يوقع على :
بيع الأرض ، والأعمدة ، والمصابيح ، والطرقات ، والمارة
والجداول ، والينابيع ، وثغور الأطفال
وبريد العشاق ، وسجاجيد الجوامع ...
ولكنه مع ذلك
لم يوقع ، لم يتنازل .

***
فجأةً
في صبيحة الحزن التالي
وقع بهدوءٍ
وبسهولةٍ موحشة
لأن الأقلام كانت من أضلاعه
والمحابر من شرايينه .

***

- مالذي حدث يا سيدي ؟
  ................. .
  
صلاة تحت المطر

إن دانت لك الأرضُ الخفيضة
وارتفعت عالياُ لا تدري لأين
أضعت عرشك في السماء والأرضِ معاً
فعد أيها النسرُ المُضيعُ تاجه
واعمل 
أجيراً 
عند سيدك النخاس.


الرسائل الواردة 1
صوتُك الدافئُ
يُحرقُ هذا المطرْ .


أنا الحزينُ أعلاه

حطمت قلبي يا سيدي
هذه البراعمُ المتلألئة كعيون الأطفالْ
وهذه الأحداقُ اللامعة كالنجوم
لن تشكل عبئاً على مملكتك المترامية
فقط أبقهم لي
وللفراخ الصغيرة في عتمة البيت
أنا الحزينُ أعلاه
نازفُ الشرايين في الأزقة الذابلة
وحيداً كنخلة صقر قريش
أُحدق في الشمس كالزهور .

رأسي مزروعٌ في البحيرة

أتوسدُ ظلي
ورأسي مزروعٌ في البحيرة
وقلبي شرفةٌ ذاوية
أرى فيها نفسي أني
المعُ
في الصخرة في المنجل
حتى فوق رؤوس الكرم.

من أين أسير
خطايا القمحُُ
/ الملحُُ
/ وذئابُ الريح
كيف أهذي لليلة الحمراء
والظلمة الأبدية.

كُنا جنوداً في البحرية
نتدفأ في برد الحيطان
نحلم باللحم وبالنومِ
بعيداً عن سوط القبطان
ويفزعنا في قلب الليلِ
شبحُ كالليل
فأسميناهُ (القُرصان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق