1- مُحبطٌ وحزينْ
لك الأحزمةُ المُذهبة
النياشينُ المُرصعةُ بالوحلْ
والأناشيدُ المتثائبةُ كالحقولْ
آه يا قلبي
احتضاري ينمو كالغيوم
وحُزني رابضٌ كالقمرْ
منذُ أن ولدت
وأنا أتسكعُ في الطُرقات كالأعمى
أعبثُ في الأزقة كالمجنون
باحثاً عن غيمةٍ .... أو مطرْ
......
منذُ ألاف الأعوامِ وأنا محبط وحزين .
***
البؤساء
كيف ننامُ ياحبيبتي
ونحنُ مشردون في الريح
نبيعُ الزهور وصوتَ الموسيقى
لسوّاح غرب المدينة
ونعبثُ في ستراتنا
بحثا عن اللقمة السائغة .
حزين كالقمر
هو المكان الأخيرُ لدي
هذا النشيدُ وتلك اللغة
وهذي الأوراقُ المُصابةُ بالرشح
فلا تبتئسي مني
ومن ضجري
فأنا طريدٌ وحزينٌ كالقمر.
خبر عاجل
هذه هي أخباري
الأهلُ بخير
والسما أمطرت ليلة البارحة
زُرني يا حبيبي حُلماً
أو طيف حمامةٍ جارحة .
- كم هي اللحظاتُ
موجعةٌ ومُدمية
* هذا هو الصمتُ الملبد بالوحل .
أغيثيني
أنا وحيدٌ في الغابة
مر الحطابون وهموا بجذعي
لم أنحنِ
لم أنحنِ للفؤوس التي تهشمت
انحنيت لالتقطني .
أنا الكائنْ
لا انهمر هكذا
إلا إذا جاءتني الأرضُ
أو جاءني الكونُ
على هيئة ينبوع
لحظتها أتمازج كالتيه
أركضُ كحشرجات الموتى
وأقعْ
لا أعرفُ كيف أقعُ واقفاً دائماً
من أنا ولماذا ؟
مالسرُّ في كينونتي ، في نسيجي
أنا السرُّ الإلهيُّ
رائحةُ الخلود .
يظلُّ وطني
خيولٌ مهشمة
أضابيرُ محتشدةٌ بالبرق
سعالٌ يمزق الليل
سكونُ الأزقة : أرجوحة
الملائكة .
لا تأتني أيها الغسق
أنا الآن منكسرٌ كالرمح
حزين كالبدو الرحل
تزودتُ بالصديدَ لأعبر هذي الصحراء :
- يظل وطني ، وإن كان قاسياً .
لم أجد أحداً :
لا فرسانَ ولا خيام
ولا نساء يستحممن بالتمائم عند الغروب
جاءني الرملُ
يبحثُ عن مأوى
قلت : أسئل حبات العرق
في جوف هذي الغيوم .
***
المطرُ القادم
هيا فلنطفئ هذا الضوء الخافت
لأن المدينة نامت
ولم يبقّ إلا الرعاع
والأشواقُ المذبوحةُ في العتمة
تُطفئ كالعينين الذابلتين
......
.....
دسي قفازك في أضلاعي
هيا .... هيا قبل أن يأتي المطرْ
قبل أن يأتي الغائبونَ من مُدن القمرْ.
خرجت
من ركام الأقبية
من الأبخرة الصوفية
من أعماق القمرْ .
بلا شارب أتى هذا الصديق
بلا ذقنٍ أيضاً
وبلا وطن
لكنه قريبٌ من القلب كثيراً
قريب جدا من هذا السرير الخشبي
ومن هذه الأضلاع المهشمة
والأصابع المخنوقةُ بالشمع.
بلا وطنٍ أتى
سأتسول الجغرافيا
لأبحث عن وطن.
لا أرى جيداً
يقيني يحومُ به الشك
غيومي تُنكِرُ تفاصيل وجهي
وأنا نسيتْ .
تذكرني بمن
هذه المرأةُ هناك
المنسوجةُ بالحلي النحاسية
وخناجر قطاع الطرق.
لن أتذكرها أبداً
حتى لو التهمتُ كل قناني الحانة
أو دخنت تبغ كوبا كله
لأني لم أرها في حياتي.
لم تصل الرسالة
أخطأ البريد عنوانه
تاه الساعي عن لون النافذة
وأضاع عتبة البيت الخفية
فاستدل طريق شرياني
وغرس الحبر المنشور بعصبية
في حنجرتي
خشيتُ أن أفقد الصوت
إن لم يرجع الصدى
مسألةُ وقتٍ هو الموت
مسألةٌ موتٍ هو العشق
لا أريد أن أنتظر .
إنها الذاكرة
أصل متأخراً
لكنني أحصدُ الضوء
تعالي معاً نستقبلُ الباخرة
احضري شالك القرمزي
لنلوح للصواري
أنتي اللحظةُ المدهشة :
كيف تكونين عصية على قلبي
ولم يفهمك البحر
أنتي أملُ البحارة المتكدسين – كالأغنام – على سطح السفينة ،
وأنتي جزيرة الحلم، ولكنك منفى :
كيف يسكنك الرمل ، وتسكنك كروم الجليل .
إنها الحرب
لشجاعة من ماتوا
ومن سوف يُقتَلُون على ضفة الريح
إنني ممتن
لهذه السواعد
التي امتشقت جبال الثلج
وأشعلت الحرائق.
أيها الجنودُ الواقفونَ
على مشارف الحصونِ
وضباب المقاليع
أحييكم بأصابعٍ لم يخدشها الجليدْ
وبما تبقى من عزيمة الصيادين.
أحييكم الآنَ
قبل أن يذوي صهيلُ القلب
وقبل أن ألوح بالرحيلِ
في سُفن الآخرة .
زنابقٌ من حقل النجوم
وحيداً
النافذةُ صامتةٌ ، الوجوهُ تتعرى
وأنا ؟
........
أنا لي اللهُ ...ودموعي .
***
حزيناً ياحبيبتي
ومنفياً للشوارع المصقولة بالمطر والدموع
سأعودُ مقوس الكتفين
جسدي موشحٌ بالرماحِ كالخرائط
.
***
مثلما يهطلُ المطرُ هكذا :غاضباً مثل الجنودِ المهزومين، ومثل
الصواري المهترئة ،أجيئُك نافراً من أول الدمعٍ، إلى آخر رمادٍ في موقد الشتاء
.أبلل الجدول المنذورَ للطقس المزاجي الحزين :
ناعماً : مثل دعاء الأمهات لأبنائهن .
بسيطاً : مثل تمتمة المسبحة في يد عابدٍ
ولكنني لا أعرفُ عن حزنك المتفحم وأنتي تعدينِ خبز الصباح .
***
مثلما يتجمعُ البرق على المساكن القاتمة ،
مثلما يسجدُ القرميد أمام هدير الجرافات .
أقف أمام المشهد
المقفر ويداي خلف منكبي
وأمام النافذة التي
يضربها المطر ،أتذكرُ الريح :
..... ويا أيتها الريحُ تعالي سريعاً ، قبل أن تولد الشمس
وقبل أن يصحو الرفاق لكنس ما تبقى من حزننا.
***
كيف أرثي هذا الجدب
مالي إلا أن أقرع الطبولَ في البيادر
وأشعل النيران بامتداد السهل
لتستدل مكانيَ الغيمات
وأستلقي
لاعناً كل الأخشاب على هذه الأرض
وأنا أبحُث عن موقدٍ لتبغ حزني.
الكوخ
طرقتُ نظارتها السميكة بحربتي
ولم تستطع بعدها الوقوفْ
توسلَت للريح ، للغيوم ، للأشجار
ولكنني لن أقابل أحداً
أنا منتظرٌ هنا
في كوخي الورقي
أضعُ قدما على الأخرى
وأنظرُ إلى الموقد ساهماً:
الآفُ الحضارات والدماء تمرُّ أمام عينيّ
آلاف الكتب والقصائد والأحاجي
اخترقت دماغي كالعصافير
وأنا شاردٌ كالنمور الآسيوية
أبحثُ عن فريسةٍ أو ...... امرأة .
لن أنتظرَ كثيراً
ولن أغلق الباب
ستأتي ، ستأتي ، ستأتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق