![]() |
الشيخ محمد بن زايد صاحب فكرة تطوير الإعلام الإماراتي |
من لندن تبدو صورة عالم النشر والورق والأحبار محبطةٌ جداً؛ ففي كل يوم حريق وضحية جديدة ومئات الصحافيين العاطلين عن العمل كان آخرها أن قررت صحيفة "إيفننج ستاندرد" اللجوء إلى البيع المجاني حتى تقيم أودها لفترة من الوقت بعد أن كانت رفيقة عابري القطارات والمطارات اللندنية لسنوات طويلة.
ويقول راشد العريمي، وهو رئيس تحرير الصحيفة، عن الأزمة الدولية مع الورق:" نعم نعرف ان الصناعة تأثرت في الغرب لكن دائما ماتكون تأثيراتها على المنطقة العربية متأخرة جداً. ربما يمكننا وصف صناعة الورق وصحافته بأنها تمر بمرحلة إحتضار لكنها لن تنتهي الا خلال 3 اجيال يعني ربما امامنا اكثر من نصف قرن".
ويضيف قائلاً: "خذ مثلا المطبعة الجديدة نحن كلفتنا 15 مليون يورو بينما النيويورك تايمز للتو اشتروا مطبعة بخمسين وعشرين مليون يورو. نحن سنسترد التكلفة في غضون سنوات جديدة لأن حجم الاعلان كبير في المنطقة".
وفي تواز مع تطوير مطبعتها غيرت "الإتحاد"، التي تعتبر ناطقة بإسم العهد الظبياني الحديث، موقعها الإلكتروني ليصبح أكثر تفاعلية في أمارة يشتد بشبانها الهوس التكنلوجي أسوة ببقية دول الخليج الغنية بالنفط.
وعن التوجه الإلكتروني يقول العريمي:" قراء موقعنا كثيرون ويرتفعون باستمرار ويبلغ عددهم نصف عدد قراء الجريدة الورقية واغلبهم من اميركا ومن ثم السعودية ومصر وبعدها تأتي بقية الدول ونحن لدينا خطوات تطويرية منها مشروع الاتحاد موبايل وعدد من المشاريع الأخرى".
وتمثل "الإتحاد" عودة الصحافة الورقية العربية إلى مجدها مذكرة قراءها الخمسينيين بالخضراء اللندنية "الشرق الأوسط" وقت عزها في تسعينات القرن الفائت قبل أن تأتي قارعة الإنترنت فترسل أغلب الورق والورّاقين إلى كراسي الإحتياط أو للتشجيع في مدرجات المواقع الإلكترونية الجديدة.
ومن مسافة زمنية هي المسافة التي قطعتها من غرفة صغيرة في شارع المطار إلى مبنى حديث تبلغ كلفته ملايين الدولارات حققت الصحيفة الزرقاء مكانة لها في سوق الصحافة العربية بفضل قسم "وجهات نظر" الذي أصبح أهم صفحات الرأي في العالم العربي، حيث أستقبلت كل الذين رفضت أقسام الإستقبال أستقبالهم في بلدانهم.
وفي إجابة على أسئلة توقف الورق التي تمتلء بها دنيا الإعلام يقول العريمي: "توقف الورق لن يكون لأسباب تجارية بل سيكون لأسباب بيئية رغم ان اغلب الشركات الكبرى في العالم شركات الورق خصوصا في اميركا وفلندنا تهتم كثيرا بالبيئة وتزرع الاشجار لتعوض عن الاشجار التي تقطعها كي تصنع الورق وتستثمر كثيرا في الانشطة التي تحمي البيئة".
وبدا شعور تطوير الاتحاد برغبة من ولي عهد ابو ظبي الحداثي التحديثي الشيخ محمد بن زايد ضمن مشروع "إعادة إعمار أبو ظبي" حين شعر بأن الماكينة الإعلامية في الإمارة ليست بقوتها نشاطها الإقتصادي والسياسي فكان تطوير "الإتحاد" التي لم يكن لها رئيس تحرير لأكثر من عقد من الزمن، وكذلك تم إصدار صحيفة "ناشيونال" لسان الإماراة الناطق باللغة الإنجليزية.
وعلى أنغام سيمفونية الوداع التي صاغها "هايدن" منذ قرون مضت تخرج صحف اليوم من المطبعة على أمل أن لا تعود لها في يوم آخر بينما يظل سؤال من سيبقى على الساحة في صراع الورق والإلكترون ماثلاً في النقاشات اليومية وأحاديث الصحافيين في منتدياتهم الخاصة في الخليج العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق