لا يزال موضوع الأيام الأخيرة في حياة القذافي حافلاً بالقصص والأسرار والحكايات والمعلومات، بل الأساطير أحيانا، تمضي كلها إلى أن الرجل الذي حكم ليبيا بالسحر والحديد والنار والشعوذة، لأكثر من أربعين عاماً، كان يعيش في عالم خيالي بنته كتيبة مستشاريه، يتوقع فيه أنه قادر على فعل أي شيء بمقابل مالي.
وفي حديث مع مسؤول رفيع في حلف " الناتو"، حضرته "إيلاف"، عن عملية مقتل القذافي أشار إلى أن "قوات الحلف قصفت هدفاً على الأرض لم تكن تعرف أنه موكب القذافي"، مؤكداً أن الحلف "لا يستهدف أشخاص بقدر ما يستهدف مصادر النيران والدعم اللوجستي للمقاتلين الذين يواجهونه على أرض المعركة".
وبعد أشهر من إنهاء سيطرة معمر القذافي على ليبيا، ومقتل الزعيم السابق، بالقرب من مسقط رأسه، تسعى ليبيا جاهدة لبناء مؤسسات جديدة على انقاض حكمه الذي استمر 42 عاماً، في ظل شكوك حول سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة على المشهد الليبي، وهو الأمر الذي يقول الثوار انه لن يحدث في بلادهم.
ومعروف أن العقيد القذافي (68 سنة) هو أطول قائد في الحكم سواء في العالم العربي، أو الأفريقي، منذ أن أطاح بالملك إدريس الأول في انقلاب عام 1969 وكان عمر القذافي آنذاك 27 عامًا.
وقال مسؤول في حلف "الناتو" عن أيام القذافي الأخيرة قبيل إصابته في غارة نفذها الحلف خلال محاولته الهروب شرق طرابلس، حيث كانت الطلقة الأخيرة في رأسه، وفي مسقط رأسه:" تلقينا مئات المكالمات من أشخاص يدعون انهم يعرفون القذافي خلال تنفيذنا هذه العمليات".
وحسب مصادر مطلعة فقد عاش العقيد القذافي أيامه الأخيرة متنقلاً بين بيوت أنصاره، شرق طرابلس، وكان يأكل الرز والماء فقط، وكان مستغرباً كيف أن الشعب لم يكن يحبه، حين ألقى الثوار عليه القبض، قبل أن يقتلوه دون محاكمة، كما كان يفعل بكل أعدائه، على مدار أربعين عاماً.
طيران الناتو كان له الفضل في حسم المعركة |
وفي ما يتعلق بتفاصيل القبض على سيف الإسلام، وما قيل عن قطع إصبعيه على يد الثوار قال مسؤول في حلف الناتو: "رأينا أصابعه لكننا لسنا متأكدين من تفاصيل هذه الحادثة. إنه يستحق المحاسبة، لأنه كان يصدر الأوامر ويهدد، ويحرّض على القتال، ولا فرق في الحرب إن حملت بندقية أو هاتفا تصدر منه وأمر قتل... هكذا تصبح طرفاً في الحرب".
وداخل أجواء " الناتو"، حيث ثمانٍ وعشرون دولة تلعب دوراً فاعلا على المسرح الدولي، كان الحديث متواصلاً عن الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الأزمة الليبية، وخصوصاً ما يتعلق بالأدوية، واحتياجات الليبيين الطبية، والغذائية، وجلبها من دول العالم إلى المدن الليبية التي سيطر عليها الثوار.
وحسب مصادر ليبية تحدثت معها "إيلاف" فإن القذافي كان يتصور أنه سوف يسيطر على الاضطرابات الشعبية ضده خلال أسابيع، حيث هنالك أكثر من الف ومئتين مكالمة مسجلة، للعقيد مع وزرائه ورجالات جيشه، وهم يحدثونه عن انتصاراتهم التي لم تحدث، وأن قرى ومدن ليبيا كلها معه في المعركة.
ولا يعرف إن كانت هذه التسجيلات، برفقة سجلات أخرى من أرشيف نظام القذافي ستنشر، خصوصاً وأن معظمها قد يكون محرجًا لأنظمة عربية حاولت التآمر على بعضها، ومنها مكالمة مزعومة لأمير قطر مع القذافي، تحدثت عن رغبة أحدهما في تقسيم السعودية، على حد تعبير مصادر من ليبيا الجديدة، ولم يتسن التأكد من صحة هذه المزاعم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق