الأكثر زيارة

الثلاثاء، 20 مايو 2014

خالد التويجري... صورة بالأبيض والأسود!

الراي الكويتية: كان من الممكن لتاريخ المملكة أن يتغير بشكلً تام، لو أن الامير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع حينها، وافق على طلب الشاب الذي جاءه متحمساً، راغباً الالتحاق بوزارة الدفاع، رغم رفض والده.  قال سلطان بصوت أبوي، للشاب الواثق فارع الطول، ذو البشرة القمحية: "ربما والدك يرى أمرا لا تراه، وغدا ربما كل الضباط هنا سيؤودون لك التحية العسكرية".


بالفعل، صدقت النبوءة بعد ثلاثة عقود على ذلك الحوار الشهير، وأصبح ذلك الشاب، الذي لا يحلم بشيء سوى أن يكون طيارا حربيّاً، رجل الملك الوثيق الموثوق، رئيساً للديوان والحرس الملكيين، وتحققت تلك النبوءة التي سمعها خالد بن عبد العزيز التويجري شابا: "يوماً ما... ربما كل الضباط هنا سيؤدون لك التحية العسكرية".

مسيرة رجل الملك، ومدفعيته الثقيلة، خالد التويجري، حافلة بالانعطافات والمتغيرات، والتدرج في السلم العملي، الامر الذي ألقى بظلاله على شخصية الرجل الذي نعرفه الآن: صعب المراس، مناور، حاد الذكاء إلى درجة التثعلب المحمود، يضاف إليها تلك اللمسة الإنسانية الساحرة، التي طالما ميّزت الأسرة، واختبرها كل من التقاه، خصوصاً في جلسة الأربعاء المفتوحة للمواطنين في الديوان الملكي.

منذ بداية عمله موظفاً على المرتبة السابعة، حتى وصوله إلى سدرة المنتهى في العمل الحكومي المحلي، واجه التويجري الشاب عدة تحديات كادت أن تهدد مستقبله، لولا القدرة على الصبر، وامتصاص الأحداث، والرقص مع العواصف حتى تعبر. الذين يعتقدون أن الرحلة كانت سهلة، ومريحة، ربما لا يعرفون عن تلك المطبات الهوائية التي واجهها مراراً، في بدايات حياته العملية، وكادت أن تتسبب في خروجه من الطريق كاملاً، لولا ذلك العناد، والصبر الفولاذي، والإيمان بالغد!

يمكن القول إن شخصيته شبيهة بذلك الزعيم التاريخي الذي لن يتكرر، جمال عبد الناصر، مع بعض اللمسات الملكية، رغم أنهما عروبيان قحان. عرف عن التويجري الابن حماسته العروبية لدرجة انه غادر مجلس والده، وقد كان مجلس فكر شبيها بدواوين بني العباس، مستاء، بعد نقاش اعتبره غير مجد عن العروبة، ولفتت تلك الانفعال الصادقة نظر وإعجاب سياسي عتيق هو شفيق الحوت، مع بقية الحضور.

لماذا ندافع نحن الصحافيون والكتاب عن خالد التويجري غالبا؟
ذلك نابع مما كان يسميه المرحوم غازي القصيبي "روح النقابة" فالتويجري كاتب سابق في صحف سعودية، كانت أعذب المقالات مقابساته مع احمد النعمان، أيقونة اليمن الباقية، وكانت زاويته في المجلة أكثر عمقاً، ولعل أسمها "عكس التيار" يوحي بالكثير لمن يريد أن يدرس تجربة السياسي السعودي مستقبلاً.

عن النعمان يكتب التويجري في أعذب ما كتبه من مقالات قبل أن يتوقف عن الكتابة: "في السادس والعشرين من شهر أبريل، سنة (1909م) مر ذلك اليوم في طرقات (ذو لُقيان) قرية من قرى اليمن، كان يبحث عن حدث يستطيع من خلاله ذلك اليوم أن يجد له مكاناً متميزاً في التاريخ.طرق الأبواب فلم يفتح له أحد، وحينما عزم على الرحيل سمع صرخة آتية من دار في أسفل تلك القرية. شده الصوت بحدته، فأسرع الخطى باتجاه تلك الدار، وحينما وصل إليها طرق الباب ففتح له صاحب الدار.بادره التاريخ قائلاً: صرخة من هذه؟ أجابه الرجل: إنها صرخة طفلي الجديد "أحمد محمد النعمان... ومنذ ذلك اليوم لازم التاريخ (النعمان)، وتحرك من خلاله في أرض اليمن، وأصبح نديمه في حله وترحاله. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا: أين هذا الرجل في ذاكرة المؤرخ؟".

معروف عن رئيس الديوان الملكي ميله الثقافي غير المحدود، وخصوصاً عشقه للشعر، الذي لم يتوقف عن كتابته حتى الآن، ولا أعتقد أنه توقف عن الكتابة أيضاً. أن تملك القلم، والروح، والنكهة، ليس سهلاً أن تتنازل عنها تحت أي ظرف. في سنوات شبابه الاولى، وقد كانت الرياض أكثر قسوة من الان فيما يتعلق بالكتب، والرقابة عليها، وجد ضالته في مكتبات الكتب المستعملة، التي كانت تزخر احيانا بالكتب العابرة للحدود.

أبرز ما يميز شخصيته ذلك الولع المتعطش للمعرفة، والغرام المتوقد بالتكنلوجيا. لذلك ليس غريبا ان الرجل القوي في المملكة يقرأ كل شيء: الصحف، المقالات، التحليلات، والكتب، بل يعرف حتى النكات الشعبية حول الخدمات الحكومية، والانتقادات للسياسيين في "تويتر"، ثم إذا وجد متسعا ذهب الى عالمه الذي سيبقى الى الأبد: الشعر.

في عالم متغير، وفي ظل الهجمات الأصولية المفترسة، لم يتزحزح الابن الذكي للأب الداهية، قيد أنملة عن أفكار، ومشاريع ملكه الذي طالما أحبّه، وتعهد له بالولاء المطلق. ربما سمع كثيرون كيف أن كل شيء يمكن الحوار حوله مع رئيس الديوان الملكي الا توجهات الملك التي تعهد بتنفيذها، وكيف أن كل من يحاول أن يشكره، يجيبه التويجري بصوته الرخيم: "الدعاء والشكر لخادم الحرمين فهو الذي أمرنا بخدمتكم ".

بالتأكيد القصة لم تنته، بل حافلة بالزوايا المثيرة، إذا كتبت ذات يوم، فستكون من أكثر الكتب مبيعاً، عن ذلك الشاب الذي كان يحلم بأن يكون طيّاراً حربيّاً، ثم أصبح الرجل الذي يبحث عنه الجميع، بينما هو يعتكز عصاه الخشبية، ويسمع رنينها على رخام القصور، وغير القصور، والأهم أن صداها يصل إلى ما هو أبعد!


هناك 11 تعليقًا:

  1. التثعلب المحمود اجل

    ردحذف
  2. التثعلب المحمود ههههههههههههههههههههههه
    و أبوك يالترفيع

    ردحذف
  3. وكان موسوليني الفاشي (الفاشية المحمودة) يجوب شوارع روما بحثاً عن رغيف خبز وقد كان يتميز بالعبقرية الفذة التي جعلت أصدقائه من حوله يؤمنون بأنه سيتولى منصبا رفيعا ،وتردى به الحال حتى قيل انه كان يأكل بقايا الأكل المرمية في حاويات حديقة روما العامة.
    كان موسوليني قصير القامة وقد كان الإشتراكيون يسخرون منه وأحيانا يعتدون عليه بالضرب ويصفونه بالأبله والأحمق لكن كل هذه المطبات الهوائية لم تمنعه من أن يشق ذلك الطريق الصعب إلى السلطة.

    الي يقدر يكمل القصة ولا يكتب قصة لبوش ولا لهتلر لا يقصر، خلصت مصطلحات المدح والتطبيل عندي

    ردحذف
  4. اعتقد ان الاخ كاتب المقال هو من يمشي عكس التيار.اسلوب المدح الممجوج والتطبيل الساذج انتهى زمنه ولا اعتقد انه حتى سيعود بالنفع على كاتب المقال نفسه. للاسف الدوله بحكامها وحكومتها وشعبها تتجه نحو الاصلاح والمكاشفه والتعديل الا ان بعض الصحفيين لايزالو يكتبون بعقلية السبعينات والثمانينات ولم يلحقو بالركب بعد. ختاما اقول ايها القحطاني لعلك اخطأت في مسارك بارك الله فيك وللتتذكر بان الدوله ستبقى والاشخاص يرحلون

    ردحذف
  5. انا من اشد المعجبين بشخصيه خالد واتوقع الكثير من المتغيرات في بلدنا خرجه من بنات افكاره

    ردحذف
  6. وش نبوءه وسدرة المنتهى ..؟
    ماباقي الا تقول صلو عليه وسلمو
    اتقي الله يارجل ودعك من امور الدين
    امدح زي ماتبي الا الدين ومفرداته خط احمر

    ردحذف
  7. تصدق في المدارس الإسرائيليه يدرسون عن شخصية خالد التويجري قال إيش شبيه جمال عبدالناصر

    ردحذف
  8. بارك الله فيك

    ردحذف