الأحد، 18 أغسطس 2013

أركان الكويت ثلاثة... الأمير والوطن والدستور!

الشيخ محمد العبد الله الصباح في حديث مع سلطان السعد القحطاني
لا يمكن أن تجد شخصا يطمئنك على مستقبل بلاده مثلما يفعل الشيخ محمد العبد الله، وزير الدولة في الكويت ووزير الصحة، فهو يتكلم بصوت هادئ، وثقة، في أن البلاد تجاوزت الأزمة، التي تسبب بها الصراع بين الحكومة ونواب البرلمان، والهدف الأهم لدى الحكومة الجديدة هو إعادة البناء، وتفعيل خطة التنمية.


وفي مقابلة مع الشيخ العبد الله، الشاب الذي يمثل جيلا جديدا في الأسرة الحاكمة، أجريت في الكويت على هامش الانتخابات البرلمانية، قال إن هناك تفاؤلا "غير محدود" وعلى الحكومة أن "تستفيد من جو التفاؤل الشعبي من اجل تحقيق تطلعات المواطنين في التنمية والتطوير".

وتسببت أزمة الكويت المزمنة، وبرلمانها المشاكس، في تعطيل خطط التنمية، في بلاد كان لها القدح المعلى في المنطقة، الى درجة دفعت محللين الى القول ان تعطيل مجلس الأمة لفترة مؤقتة، حتى يتم تمرير مشاريع التنمية، يمكن أن يكون فكرة حميدة .

الا ان الشيخ الشاب لا يتفق مع هذه الفكرة. سألته عن هذه التحليلات فأجابني بثقة: "ليس من الإنصاف ان نلقي اللوم على مجلس الأمة. الحكومة عليها جزء من المسؤولية. لابد ان يعلم الجميع ان الكويت لديها بنية تشريعية ليس لها مثال. ولكن البنية التشريعية لابد ان تتطور كي تواكب العصر".

ويستدرك موضحا: "ربما تسببت الخلافات في مجلس الأمة في عدم تطوير بعض هذه التشريعات التي يعود بعضها الى الستينات... خذ مثلا: الإيميل أو المراسلات الإلكترونية... لا تعتبر مرجع رسمي في الكويت الى الآن، لذلك يجب أن يتم تطوير هذه التشريعات ".

وفي وقت عاشت فيه البلاد عددا من الاختلافات، شملت الأسرة ذاتها قال العبد الله: "نحن لا نخرج عن الخط الذي وضعه كبير الأسرة امير البلاد حين قال الدستور هو منهج حياتنا ولا نتخلى عنه".

ومن النادر جداً في الأسر الخليجية الحاكمة الحديث علنا عن صراعات أجنحتها في العلن.

وفي الكويت كانت اغلب التحليلات تشير الى ان أعقد العقد في وجه عدم الاستقرار السياسي، كانت بسبب صراع أجنحة كبرى في الأسرى، بين بعضها البعض. ثم يذكر الهامسون بصوتهم الخفيض مجموعة أسماء من أصحاب المقام العالي، الذين نقلوا الصراع من القصور، وجدرانها التي تكتم الأسرار جيدا، إلى الإعلام، وساحة البرلمان.

وهنا سالت الشاب المثقف الذي يتابع كل شيء، ويقرأ كل شيء يراه، عن هذه الخلافات داخل آل صباح، وهل تسببت في تأجيج الأزمة بالفعل، أم أن ما يقال مجرد تكهنات لا وجود لها على أرض الواقع.

بصراحة لافتة يقول: "موضوع الأسرة طبيعي ان تكون فيها خلافات. لا توجد أسرة لا توجد فيها خلافات في الدنيا. لكن الحديث عن هذا الأمر مليء بالشائعات. مؤلم ان يرمي البعض أخطاءهم وإخفاقاتهم السياسية على الأسرة.".

وفي عودة لأجواء الانتخابات في الكويت ومستقبل هذا المجلس قال العبد الله :"أتمنى ان يستمر المجلس دون حل ولا أرى أسباب لحله... الذين يريدون تعديل نظام الصوت الواحد ليسوا أغلبية".

ماذا عن الشيخ الشاب.... فكرا ومستقبلا وطموحا؟



يقول: "كنت أتمنى ان تحقق أكثر في وزارة البلدية... كان هدفي تفكيك البلدية واقتصار دورها على التنظيم. تنظيم الأراضي والمساحة. هي الآن مسؤولة عن أشياء لا حصر لها لكن استطعنا من تقليص بعض الصلاحيات التي قد تعطلنا عن الهدف الرئيسي للوزارة. لدينا مشروع طموح وهو الربط الإلكتروني للتراخيص بما يضمن سرعة وسهولة الحصول عليها".

والعبد الله، الذي يعمل بدأب لا حدود له، هو الابن الثاني للشيخ عبد الله المبارك الصباح، بعد أخيه الأكبر "مبارك" الذي توفي صغيرًا، ووالدته هي الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح، ويعتبر الحفيد المباشر للشيخ مبارك الصباح، حسب سيرة منشورة إلكترونيا.

ومر الشيخ العملي، الذي نجح في كل المناصب التي تولاها، بأطوار مختلفة في حياتيه الدراسية والعملية، كان أهمها أيام التعليم في إنجلترا التي حصد منها شهادتي البكالوريوس والماجستير.

حين سألته عن توقعاته عن نفسه، أين يراها بعد خمس سنوات: "أتمنى أكون في إجازة.  العمل الحكومي مرهق جداً. بعد خمس سنوات قد أكون تقاعدت وسأكون عونا لمن يحتاج مساندة أو دعم لنهضة هذه البلاد وخدمتها".

وسألته عن الندم في حياته.

بعد فترة من الصمت يقول بدبلوماسية: "الأمور التي ندمت على أنني عملتها احتفظ بها لنفسي. لكن أستطيع ان أخبرك عن الأمور التي ندمت على أنني لم افعلها".

ويعدد قائمة الندم الخاصة به: "نادم على أنني لم أتمكن من تحقيق الذي كنت أتوقع أنني أستطيع ان أقوم به. كان عندي رؤية معينة لكن لم أستطع ان أنفذها.  نادم على أنني لم استفد من عدد من الكفاءات الوطنية بسبب محدودية الوظائف الشاغرة".

والشيخ العبد الله واحد من عشرات الآلاف الذين يتابعون أحدث الصيحات التكنلوجية، ويكتبون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو مقهى الخليجين الأكثر شعبية في عالم الإنترنت.

يقول عن ذلك العالم المختلف، حيث لا حدود، ولا أسرار: "أتابع تويتر ولدي حساب فيه... تويتر مهم. من المفارقات الجميلة أنني وجدت تطبيقا في جهاز الايفون يعنى باستطلاعات الرأي، وكانت إحدى الأسئلة للمشاركين هي من اين يستقون معلوماتهم... تصور ان 75 في المائة قالوا ان تويتر هو مصدر معلوماتهم الأول".

ويستدرك: "لكن ليس كل ما يكتب في تويتر صحيح. تويتر توجد به أمور صحيحة والعكس.. شاركت فيه ولكن بعد ان توليت مسؤوليتي الوزارة لم أغرد كثيرا".

ومع ذلك يجد لتويتر فوائد: "له فوائد بالطبع... اتذكر في إحدى المرات حين حدث تسرب لغاز سام ولم تكن لدينا وسيلة رسمية توصل المعلومة للناس وتحذيرهم، فقمت بالتغريد من حسابي في تويتر للتنبيه". يضيف  بابتسامة: " بعدها ارتفع عدد المتابعين عدة آلاف خلال ساعات".


 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق