اذا استثنينا كتاب الراحل جلال كشك «السعوديون والحل الاسلامي»، الصادر عام 1980، فإننا لا نجد كتابا رصد توحيد المملكة العربية السعودية أهم منه. ورغم كثرة اساتذة التاريخ السعوديين، الا ان احداً منهم لم يقدم نصاً يقترب منه، فضلاً عن ان يوازيه.
وكان الراحل جلال كشك يعلن عن كتابه بعبارة «الكتاب الذي سيمنع التأليف عن تاريخ السعودية لخمسين سنة قادمة». وفي لقاء معه في منزله في القاهرة قلت له ربما يتهمك الناس بالغرور، ألا يمكن ان يأتي كاتب سعودي خلال سنوات قليلة ويتخطى كتابك. فرد بطريقته الساخرة «اسمع يا ابني انتو السعوديين اتربيتو على طريقة احمد عسة في كتابه «معجزة فوق الرمال»، ما تعرفوش تكتبوا عن آل سعودالا بالمجاملة والكلام اللي مالوش لزمة، كتابي حاجة تانية».
وكان الراحل جلال كشك يعلن عن كتابه بعبارة «الكتاب الذي سيمنع التأليف عن تاريخ السعودية لخمسين سنة قادمة». وفي لقاء معه في منزله في القاهرة قلت له ربما يتهمك الناس بالغرور، ألا يمكن ان يأتي كاتب سعودي خلال سنوات قليلة ويتخطى كتابك. فرد بطريقته الساخرة «اسمع يا ابني انتو السعوديين اتربيتو على طريقة احمد عسة في كتابه «معجزة فوق الرمال»، ما تعرفوش تكتبوا عن آل سعودالا بالمجاملة والكلام اللي مالوش لزمة، كتابي حاجة تانية».
الحق ان كتاب جلال كشك «حاجة تانية». ورغم انه اعلن في «خطبة الكتاب» ان دافعه لتأليفه إعجابه بالملك عبدالعزيز، وقال لي انه سماها هكذا لهذا السبب، واضاف «مش هي خطبة»، الا انه تعامل مع سيرة الملك عبدالعزيز كمؤرخ محترف. وهو صرح في كتابة القيّم بأن مؤسسي الدول لهم حق لا يجوز لغيرهم. لكنه كتب عن الفذ عبدالعزيز كقائد يصيب ويخطئ. والفصل الذي كتبه كشك عن جماعة «الاخوان» يثبت ذلك. العجيب الذي لا يعرفه العرب ان كتاب جلال كشك غير موجود في المدارس، ولا حتى الجامعات السعودية، اما الكتب الاخرى التي انتقدها كشك في كتابه فهي موجودة في كل زاوية، وأولها كتاب «معجزة فوق الرمال» الذي عيّرنا به جلال. بالفعل، تربينا نحن السعوديين على الكتابة عن تاريخنا السياسي بطريقة دعائية، والأسوأ أننا اصبحنا لا نقبل من الآخرين غيرها. وأجلسنا انصاف الموهوبين والمجاملين، حتى لا اقول كلمة اخرى، في الصفوف الاولى، وتعاملنا معهم كمشاهير وكتّاب كبار.
امس قرأت قطعة جميلة كتبها الصحافي السعودي الشاب سلطان القحطاني في صحيفة «ايلاف» عن الملك عبدالله، فشعرت ان هذا الشاب تخلص من سطوة الدعاية والانشائية. فهو كتب عن عبدالله بن عبد العزيز على نحو غير معتاد. اعجبني الموضوع الى درجة انني اعتقدت ان سلطان نقل نصاً مترجماً من صحيفة بريطانية، وحين ادركت انني اقرأ نصاً مكتوبا بقلم صحافي سعودي، شعرت ان الراحل جلال كشك اعطى سطوة عسة اكثر من حجمها. ها هو صحافي سعودي شاب يكتب عن الملك، ويتجاوز «الكلام اللي مالوش لزمة».
* الحياة/ 12 مارس/2009
* الحياة/ 12 مارس/2009
الأدب كل الأدب والرجولة كل الرجولة،ان تعلق على حياة الكاتب، لا ان تستغيبه بعد وفاته
ردحذفسفيان أحمد عسه٠