يوميات السيدة (أكس)

أحقاً يقتلني الفقد

وأنا في الليلة أفتش مثل الأطفال

عن صوتك في أرجاء البيت

عن حبالك الصوتية التي كنت أتمنى أن أوقع معها اتفاقية احتكار إلى الأبد.

6

في الليل أصبحت أمتلك رياضة غريبة

هي أن أعد أصابع يديك وأعيدهما إلى متحف قلبي بحذر شديد

كأنما هي تحف من عصور بني أمية، وذهب بني العباس

وكل يوم أفعل الشيء ذاته مع شعرك، وشفتيك، وعينيك، وأنفك المتمرد على سلطة الجسد

ولكنني لا أستطيع أن أحتفظ بتلك النظرة القارسة

.....

.....

ما زلت ضعيفا يا فتاتي.

12

نسيت شكل السماء لأنني أطلت التحديق في بلاط الغرفة

والصحيح هو أنني أحدق في سنابل عطورك المغرية

التي تنثرينها كل ما مررتي بجواري

أنتي حديقة متنقلة

أو ربيع يعمل بدوام جزئي في هذا العالم المصاب بالخريف المزمن.

13

أحتاج إلى غيبوبة طويلة الأمد

كي أشعر أنني تجاوزت حبك باللعنة القاضية.

14

إنها تظن ذلك يا عزيزتي

لكن قلبي لك أنتي

إنها تظن ذلك يا عزيزتي

لكن روحي ترفرف في سقف قلبك

إنها تظن ذلك يا عزيزتي

لكن دمائي تتراقص في شرايينك

إنها تظن أني أفتش عنها

لكن الحقيقة أنني كنت أفتش فيها عنك.

15

أصحيح أنني نمت طويلاً ليلة الأمس؟

قد يكون هذا ممكناً لأنك كنت حلمي.

16

ينخر رأسي القلق عليك

أفتش عنك في سقف غرفتي، وفي أوراقي الطريحة جوار السرير

ساعات مضت دون أن أستمع إلى رفرفة شبابيك حنجرتك

..

...

طويل هو الليل

تعالي يا أقصر لحظة مدهشة.

17

موعدنا البحر. الأسبوع المقبل موعدنا البحر

ازرعيني على كتفك حمامة بيضاء،

 أو طوقيني بشالك حتى أبد الأبد.

10

تطلبين أن أتصل بك في كل وقت

وأن أرافق أذنيك طوال اليوم

نعم يا غالية

يخالجني الشعور ذاته

لكنني لست حاجباً على بوابة قلبك

ولست مأمور سنترال على أجهزة هواتفك المحمولة

ولن أستطيع زرع أجهزة التنصت في داخل شرايينك

كل ما أستطيعه هو أن أحبك بصمت .. أحبك بعمق

أما البقية فيلعشقهم الطوفان القادم.

11

أشعر بالحزن لأنني لا أستطيع أن أحبك كما يجب

وأشعر بالأرق في كل ليلة لأنني أوي إلى فراشي،

وأنا لم أستطع بعد أن أقول لك تلك الجملة المدهشة

التي أحس فعلاً بأنني أحببتك بها،

وأنني زرعت الحرير على شرفتك، وحولت شراشفك إلى حقل من الياسمين،

وأنني في المقام الأخير أعطيت السماوات والغيوم والحقول كامل حقوقها الطبيعية.

منذ أن عرفتك يا قمري الصغير

لم أعد أنام إلا نادراً.