لي صديق أضطر دوما إلى الاستماع لقصصه التي يرويها لأنني لا أملك خياراً آخراً. يقول ذلك الصديق أنه في أحد الأيام قرر أن يذهب إلى أحد أسواق المدينة الرياض بعد انقطاع عن زيارة الأسواق لسنوات طوال، وذلك لشراء مجموعة من العطور والبدل وما إلى ذلك من الكماليات والمستحضرات.
وبينما كان يكمل مهمته متنقلاً بين المحال الكبيرة والصغيرة لاحظ طفلة صغيرة مع فتاة أكبر منها سناً (يظن أنها أختها)، ولفتت نظره هذه الطفلة التي لم تكن صغيرة جداً لكنها ليست من الحجم الكبير الذي ربما يقبض عليه بسبب نظره إليها، وأخذ يداعبها بعينيه لثواني قبل أن ينصرف إلى بقية مهمته.
ومضى يذرع الممرات الرخامية متنقلا من محل إلى محل آخر حتى وجد غرضا يريده في أحد المحالات وغرق في حديث ودي مع البائع.
وفجأة أحس بشخص يحاول التعلق بأكياسه التي كان يحملها وهو غارق في حديثه مع البائع، فالتفت بسرعة وإذ بالطفلة تنظر إليه قائلة بصعوبة أنها بحاجة للحديث مع أختها لأنها أضاعتها، وبكل سرعة ناولها الهاتف وطلب أن يساعدها لكنها قالت أنها تحفظ الأرقام جيداً لأنها ليست صغيرة.
وبعد أن طلبت الرقم بأصابعها اللدنة تفاجأ بأن الطفلة ناولته الهاتف بسرعة ومضت دون أن تكمل مكالمتها، وتابعها بعينيه وهي تركض بسرعة إلى أن وصلت إلى الفتاة التي كانت معها وأكملا طريقهما، فيما هو ظل مستغرباً أتم الاستغراب.
إلا أن استغرابه مضى أدراج الرياح حين لاحظ أن الرقم ذاته الذي اتصلت منه الطفلة أصبح يتكرر عليه آناء الليل وأطراف النهار بشكل مزعج، وفي كل مرة كانت الفتاة المتصلة تقول أنها مخطئة في الرقم إلى أن لم يعد يرد على هاتفه مطلقاً.
.....
...
أخشى أن أقول أن هذا الصديق هو : أنا !!
امرأة بدون أسم
في هذا الشرق البدوي لا تستطيع أن تذكر أسم امرأة تحبها لأن ذلك يعني وفق التقاليد المتوارثة أنك ستفقدها لا محالة. كم هو شعورٌ خانق أن لا تستطيع أن تصرح بهذا الاسم الذي يلتف حول قلبك مغرداً مثل طائر فردوسي، حتى بعد مضي هذا الوقت الطويل على آخر لقاء، أو بالأحرى على آخر مصادفة بينكما .
وحين تكتب الآن عن هذه الذكريات فإنك تنكأ جرحاً جديداً لأنك تحاول أن تدرب الذاكرة على النسيان، ومع ذلك فإنك تفشل.
"أين رأيتُها ومتى؟"..لا يتذكر سوى أنه في تلك الليلة الباردة شعر بأن هذه الفتاة تختلف كثيراً عن كل النساء اللواتي رآهن في حياته، وشعر بأنها هي المرأة التي يمكن أن يعيش بجوارها إلى الأبد.
أما "أين؟" فهذا مالا يستطيع الإجابة عليه، لأننا ما زلنا في الشرق ذاته حيث يحرّم عليك ذكر ديار الحبيبة، إذ إن ذلك تلقائياً سيمنعك من العودة إليها أبد الآبدين.
بعد كل هذا الوقت كيف سيتذكر تفاصيلها؟.
إنه أمرٌ صعب .. نعم. لكنه لا يزال محتفظاً بنظرة تينك العينين اللتين تتحدثان في صمت. يداها الشفافتان وغبائها اللذيذ وشفتيها القرمزيتين لا تفارقان مخيلته منذ افترقا، وكأنه بها أمامه الآن وهي تمطهما استفهاماً، أو تضمهما حزناً. كذلك الشعر الذي يجاوز الكتفين بأصابع قليلة وهو موشى بخصلات شقراء.كم كان يعشق تلك التسريحة التي تجعل من الشعر أشبه ما يكون بشلال ملوّن.
بدأت اللعبة اللذيذة باستفهام من صديقة أخرى:هل تعشق أحداً؟.وتليها إجابة مواربة تقول كل شيء ولا توضح شيئاً. كان يرى ذلك الوجه الملائكي أمامه عدة مرّات دون أن يجرؤ على الحديث معه، أو عنه. كم نغدو قلقين حينما نحبُّ، وحين يُربكنا الشوق لا نستطيع أن نتصرّف.
مضى ربع قرن ولم يستطع أن يقول لها:"أحبك".
حب في المطر الطلق
الجنون الشتائيُ المحبب، القنينة الأخيرة تحت مطر الليل، صراخ الحب، وعويل الربيع المهاجر، الإغفاءة الأخيرة وسط صخب الرفاق، واصطكاك الركب في الزمهرير،
كل هذا الحنين لك، وكل تلك الهزائم من أجلك. فهيا يا غالية، أعطيني حربا جديدة، لتري كيف سأخسرها دون رأفة. فلتكن هذه الدماء مهرك، وهذه الخدوش توقيعاً على وثيقة زواجك، وهذه الطعنات هدايا لعائلتك ..
أما أنا ؟ .. فدعي لي السماء، والحقول، واليمامات البيضاء. أنا من أسرة سماوية عريقة، ولكل عريس الحق في أن يحظر من عائلته ما يريد.
شرفة في "واترلو"
شعرها القصير كالخريف الطارئ
يثير في سمائي الجنون
أكثر مما تسببه الرياح العاتية
وعواصف الشتاء.
كم صرخت تحت شرفتها :
البرد قارسٌ
والليل الحنون يهبط على درج السماء.
يا سنبلة الوجع الغض
هذه الشموع قصيرة الأمد
مثل حزنك المسافر
مع عربات الجياد وقت المساء.
رسالة مع النسر الزاجل
أين شعرك يا سارا، وتلك النظرة التي تشبه فراشة تهم أن تحترق؟ .. هل ما زلتي محتفظةً بها ؟ ، في بنك إلهيٍ وضعتي تلك اللمحة البشرية، في نهر صغيرٍ نظرتي إلى صفحته؟. تعالي إلي، لقد أنحنى ظهرك كالقوس
فإلى أين أطلق سهمي، ومتى ؟ .
آن تأتين
تنبت أصابعك حقول العشب، وفراخ الياسمين،
- كأنك مشتلٌ متحرك يحمل عقدا إلهياً
بأن يكون سفير الربيع.
ثم ما هذا الخصر الذي كلما طوقته يوشك أن ينكسر ؟
أو كلما هممت به : نهراً نهراً، وساقيةً ساقيةْ.
مع ذلك تبكين؟. تغرسين أظافرك الزاهية في الوسائد المثخنة بليالي الحب، تقذفيني قلبي بالفناجين واللعنات المرسلة بعناية. أيتها الحمقاء ..
أيتها الزهرة المحكوم عليها بالخلود في حديقة قلبي
توقفي عن البكاء، وهاتي رأسك الحبيب،
- سأعزف أيها القوس.
السعودات !!! سبحان الله جمعت كل السعودات انهن يغازلون عشان وحده صايعه او اثنتين غازلوا !!! اتقي الله في نفسك ولاتعمم بجهاله فيوجد الكثير من الصالحات العفيفات في بلد الحرمين المحافظ بفضل الله
ردحذف