جائزة صحافية للزميل القحطاني
GMT 23:45:00 2009 الإثنين 6 أبريل
سعود الحمد
انطلاق المؤتمر الإعلامي العربي في الكويت بشعار "الإعلام والتنمية "
الخالد: السبيل الوحيد لتحقيق التنمية هو المصداقية في تقديم المعلومة
تكريم الزميل سلطان القحطاني
سعود الحمد من الكويت: انطلقت اليوم فعاليات الملتقي الإعلامي العربي السادس في الكويت تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد وبحضور وزير الإعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد وكان الملتقى قد ابتداء بكلمات المشاركين في حفل الافتتاح تلا ذلك تكريم كوكبة الإعلاميين في الوطن العربي وجاء من ضمن المكرمين الزميل سلطان القحطاني من " إيلاف " الذي حصل على جائزة الإبداع للإعلاميين الشباب .
وكان وزير الأعلام الشيخ صباح الخالد قد نقل الى المشاركين في الملتقى تحيات سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، الذي تفضل وشمل هذا الملتقى برعايته متمنيا للجميع طيب الإقامة في بلدهم الثاني الكويت، ولهذا الملتقى النجاح والازدهار.
وقال الخالد من خلال كلمته ان المحفل يضم نخبة ممتازة من المسؤولين والإعلاميين العرب، ومن شباب الإعلاميين الطامحين إلى مستقبل زاهر، في تلك المهنة الشاقة، مهنة البحث عن الحقيقة، وهي فرصة طيبة حتى نتشارك ونتدارس معاً في القضايا التي تهمنا كعاملين في هذا المجال الذي تتزايد أهميته يوماً بعد يوم، فالإعلام قد أصبح طرفاً في كل القضايا التي تهم المجتمع العربي في مراحل تطوره المختلفة.
واضاف لقد كان للكويت، ومازالت، إسهامات ثقافية وإعلامية مميزة في العديد من المحافل والميادين العربية والدولية، وهي تواصل هذا الدور الفعّال، وتحرص دائماً على أدائه على أفضل وجه بحكم كونها أحد المراكز الحية في الإعلام والثقافية العربية.
وقال ان أهمية الملتقى تاتي من خلال علاقته بالقضية التي يطرحها، فالتنمية هي قضية الساعة، وهي سبيلنا الوحيد لارتقاء الإنسان العربي، وجعله قادراً على مواجهة تحديات الحاضر ومتغيرات المستقبل، ونحن في دولة الكويت نؤمن بأن على الإعلام مسئولية أساسية في هذا المجال، فلم يعد دوره في هذه السماوات المفتوحة يقتصر على المواد الترفيهية، أو التوجيه السياسي، ولكن دوره الحقيقي هو التصدي والمشاركة في كل القضايا التي تهم المجتمع والمساعدة على ترقيته فكرياً وثقافياً، للإعلام دور مهم في دفع العملية التعليمية، وفي ترقية صحة المواطن وتوعيته بالمخاطر التي يتعرض لها، وفي دفع عجلة الاقتصاد وحثه على العمل والإنتاج، وغرس روح المبادرة في داخله، وكلها عناصر أساسية من عناصر التنمية.
واضاف ان أجهزة الإعلام، سواء كانت مكتوبة، أو مسموعةً أو مرئيةً، مسئولة عن تقديم المعلومات الصحيحة التي ترفع من وعي المواطن وتجعله قادراً على فهم سياسات التنمية التي تطرح عليه، ومعرفة دوره في تنفيذها، والمشاركة في تعديلها وتطويرها، لذلك فإن على هذه الأجهزة، أن ترتقي بمستوى المعلومة التي تقدمها، وأن ترفع من المضمون العلمي والفكري للبرامج التي تعدها، وأن تدرك أن هدفها الأساسي تحويل الفرد إلى إنسان واعٍ ومشارك في عملية التنمية بشكل إيجابي.مؤكدا بان الإنسان هو العنصر الأول في التنمية، وهو هدفها في الوقت ذاته، هو الذي يصنعها، وهو الذي يستفيد منها، ولم يعد في وسع أجهزة الإعلام أن تعتمد على أسلوب التلقين والبث من طرف واحد، ولكن يجب عليها أن تدخل مع المتلقي في عملية تفاعليه، تنصت فيها إليه، كما تطالبه بالإنصات إليها، وتحترم عقله قبل أن تطالبه بأن يثق بها، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو المصداقية، المصداقية في تقديم المعلومة، والموضوعية في تفسيرها وتقييمها.
وبدوره تحدث د. علي بن شويل القرني، المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود نيابة عن المشاركين مؤكدا مواكبة موضوعات الملتقى الاعلامي لمستجدات واقع الإعلام العربي، وتفاعله مع ظروف وتأثيرات الاقتصاديات العالمية، ومعايشته لأزمات المؤسسات الإعلامية، وعرضه لموضوعات وقضايا محورية في مضامين وبناء المنظومة الإعلامية في وطننا العربي الكبير..
واشار إلى أهمية ان يتناول هذا الملتقى على وجه الخصوص موضوع الإعلام والتنمية، فهو موضوع كنا نحسب اننا تجاوزناه فكريا وسياسيا واكاديميا وإعلاميا، حيث لم يعد ضمن اهتمامات البحث والدراسة والممارسة، ولكن يحمد لهذا المتلقى ان يعيد مفردة الاعلام والتنمية إلى ذهنية المشاركين والى اهتمامات هذا الحضور المتخصص، وكانت بعض كليات واقسام الإعلام في الوطن العربي قد اسقطت موضوع الإعلام والتنمية من مفردات مقرراتها رغم أهمية الموضوع، ومحورية تأثير الإعلام على كافة الصعد المجتمعية.. مشيرا الى ان الملتقى يعتبر محاولة لإعادة اكتشاف هذا المفهوم من جديد في ظل متغيرات التقنية ومستجدات الظرف الكوني الطاغي..ونتيجة الضغط المؤسسي الداخلي على وسائل الإعلام الوطنية ليس فقط في الوطن العربي، ولكن في العالم النامي بأكمله..
واضاف يجب ان نفرق في ذلك بين الإعلام التنموي، وبين التنمية الإعلامية.. فوطننا العربي الكبير قد حقق نجاحات كبيرة على صعيد تنمية الوسائل الإعلامية، فلدينا في الوطن العربي مؤسسات إعلامية ناجحة ومتطورة ومواكبة لتقنيات الاتصال العصرية، ولكنها لا تزال تحت محك النجاح في موضوع ومفهوم الاعلام التنموي.. فلا نعرف كثيرا هل حققت رسالتها التنموية، أم انها اسقطت دوره ولم تعد التنمية ذات اهتمام، واستبدلتها بمفردات ستار اكاديمي، والوادي، ونجوم الفن، والرابح الأكبر، وتقليعات الـ MTV وبرامج الخصام والتفريق والفضائح، ومسلسلات الإثارة، وتلفزيون الوقع "المؤلم"، ومصطلحات الجنس والسحر والشعوذه، ودخلنا عالم تفكيك القبيلة والدولة، والوحدة الوطنية، وشرعنا في تفريخ جيل غريب عن عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا.. وبدأنا نكتشف الآخر قبل الذات، ونستنجد بحلول الخارج، ونقمع التأصيل الداخلي، ونظهر كصفحات وشاشات ملونة في شكلها الخارجي بيضاء في مضمونها المحلي..
ومن جانبه قال الامين العام للملتقى الاعلامي ماضي الخميس "إننا ونحنُ نجتمعُ هُنا اليومَ أَجِدُ نفسي أَسْتَشْعِرُ تلكَ اللحظاتَ التي حَمَلَتْ بدايةِ انطلاقِ بادرةِ الملتقي الإعلامي العربي مُنذُ العام2003، والتي انطلقتْ فعَّاليَّاتُهُ بمُبَارَكَةٍ كريمةٍ من حضرةِ صاحبِ السمو الشيخ صُبَاح الأَحمد الجابر الصُبَاح- حَفِظَهُ اللهُ- أميرِ دولة الكويت ، وأَجِدُنِي أستشْعِرُ هذه المسؤوليةِ وكأنَّهَا تُلْقَي علي عَاتِقِي لأَوَلِ مرة، فما زَادتْني إلا عزيمةً وإصراراً علي مواصلةِ العمل، وبذلِ الغالي والنفيس من أجل تحقيقِ المزيدِ من النجاحِ والتقدم.
واضافُ منذ ذلكَ الحين والملتقي الإعلامي العربي يَسْعَي بكُلِ ما أوتِيَ من قوةٍ في سبيلِ إيجادِ رؤيةٍ إعلاميةٍ عربيةٍ جديدة، تستطيعُ أن تُلَبّي حَاجَات العصر ومتطلباتهِ، وتستطيعُ- في الوقتِ ذاتِهِ- أن تدْعَمَ القيمَ الايجَابيةِ للإعلام، وأن تَجْعَلَهُ إعلاماً مسؤولاً، قادراً علي التحدي والاستمرار مؤكدا ان أصبحَ الإعلامُ اليومَ أحدَ أهمِّ الوسائلِ التي من خِلالِهَا يُقَاسُ تقدُّمَ المجتمعات، ومن خِلالِ أدائِهَا للدورِ المطلوبِ منها بحرفيّةٍ عاليةٍ؛ حرفيةٌ تستوعبُ كلَّ التيَّاراتِ وتهْضِمُهَا، وتُعيدُ صياغَتَها بطريقةٍ تسمحُ للمتلقي العربي أن يتفاعلَ معها بشكلٍ سليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق