الأحد، 10 يوليو 2011

وجه الشبه بين تركي الدخيل وخلاطة مولينكس

لو كانت هنالك إشارة مرورية تحبسك أمامها أكثر من نصف ساعة لغدت هدية الهدايا للصديق الرائع تركي الدخيل، لأنه سيستطيع وقتها أن يكتب عشرين مقالا، ويؤلف ست كتب، ويسجل ثلاث حلقات من برنامجه الشهير اضاءات، دون أن يرف له جفن أو حتى شماغ.
وتستغرب كيف انه يتسلق الطائرات ويكتب المقالات في كل الأمكنة المعروفة وغير المعروفة لدرجة دفع فيها مجلة "ماجد" المخصصة للأطفال أن توجه له الشكر في أحد أعدادها الخاصة على هذا الخصب الكتابي اللا محدود.

وذات يوم في أبو ظبي الجميلة وجدنا أن لدينا مساحة وقتية تبلغ زمنها ساعتين بين مؤتمر ثقافي بدعوة من الشيخ نهيان بن مبارك، وبين الذهاب إلى مجلس مهندس أبو ظبي وولي عهدها الشيخ محمد بن زايد، وكالعادة قرر أبو عبد الله أن يستثمرها خير استثمار..

ولم نجد من حل سوى أن يكتب هذه المقالة في غرفتي الفندقية كونه وافد من دبي ولم يثبت أطناب خيمته بعد، واحضر كومبيوتره واحتل طاولتي وبدأت الطقوس:

كنت أتحدث فطلب مني السكوت قليلاً كي يتفرغ للكتابة.

رن هاتفي فقال " ترا يمدحون السايلنت" فأغلقت هاتفي.

فتحت علبة بيبسي فقال إن أصوات إنبعاثات الغاز مزعجة تمنعه من التركيز.

أردت المشي في باحة الغرفة فقال أصوات الأقدام تؤثر على حبل الأفكار.

فتحت مجلة لأقرأها فالتفت علي قائلا أن صوت الأوراق يربكه.

وبعدها فجأة قام بخلع غترته البيضاء، وفك أزراره وغاص في الكتابة، حتى خشيت عليه من آثار هذا الخشوع.

وحين رأيت هذه الطقوس راعني الأمر فقلت أن ثمة خطب جلل، وعلي أن تحلى بالهدوء، لأن ما هذا إلا مخاض إحدى الأطروحات الكبيرة، مما لا نحيط بها علما، وسيكون لها آثار عالمية ربما تلقي بظلالها على قضايا الشرق الأوسط.

كنت أظن أن هناك إستراتيجية سياسية سوف يكتبها تركي لإحدى الدول العظمى، أو شيء لا يقل عنه أهمية.

وبعد ساعة من الأخذ والرد والتعب، أنهى موضوعه وحاولت الاطمئنان..

- بشر عسى المقال سياسي؟
-         لا والله عن الكلاب.

وبعدها قطعت علاقتي معه وسحبت كل السفراء بكراسيهم وطاولاتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق